5 - حكم تشريع الصيام :
1) التزوّد بالتقوى : فالصوم وسيلة لتحصيل التقوى وإكتسابها وهي أشرف الزاد كما قال الحق تبارك وتعالى << وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتقوني يا اُولى الألباب >> البقرة 197 .وفرض الصيام لتحصيلها بأوسع معانيها المذكورة في آى الذكر الحكيم كما قال تعالى<< يأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون >> البقرة 183.
2) مدرسة للصبر : والصبر ترويض النفس حتى ترضى بما يقضيه الله تعالى وتتوكل عليه حق توكله ، وقد ورد في الحديث الذي رواه سلمان ( .... وهو شهر الصبر والصبر ثوابه الجنة ..) وقد علم ثواب الصبر بقوله تعالى << إنما يوفّى الصابرون أجرهم بغير حساب >> الزمر 10 .
3) إلتزام الشكر للمنعم : ويعني الشكر صرف النعمة فيما خلقت له وهو باب الزيادة قال تعالى << وإذ تأذّن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد >> إبراهيم7 . وقال تعالى << ولتكملوا العدّة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون >> البقرة 185.
4) تزكية الأخلاق : و بها تتحقق التقوى ، والتقوى هي ملاك الأخلاق لانها تحمل العبد على فعل كل خلق سني وترك كل خلق دني . والأخلاق هي أثقل ما يكون في ميزان المؤمن قال رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلّم ( ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خُلُق حسن ، وإن الله يبغض الفاحش البذيء ) رواه أبوداود وإبن حبان وإسناده حسن .
5) وسيلة لقهر عدو الله ابليس : فالشهوات مرتع للشياطين ومرعاهم وماداموا يترددون على العبد كان محجوباً. روى الإمام أحمد عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ( لولا ان الشياطين يحومون على قلوب بني آدم لنظروا الى ملكوت السموات ) .
6) ومنها ما ذكر الإمام إبن حجر الهيتمي رحمه الله في كتابه ( إتحاف أهل الإسلام بخصوصيات الصيام ) : كسر النفس – وتجلي القلب للفكر والذكر - ومعرفة قدر النعمة –و تضييق مجاري الشيطان من إبن آدم فإن الشيطان يجري من بني آدم مجرى الدم كما ورد في الصحيحين . وغيرها من الحكم .
كما إن للصيام أثرفي الصحة البدنية وعافية الأجساد فهو يحرر الجسم من الإلتهابات ويخلصه من الرواسب الضارة وهو علاج للعديد من الأمراض الباطنية والجلدية والعصبية ، كما أنه ينّشط البدن ويقّوي الفكر والذاكرة . وقال عليه الصلاة والسلام ( صوموا تصِحّوا ) رواه الإمام أحمد والطبراني وأبونعيم .
